سورة الإسراء - تفسير تفسير النسفي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


{وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بالذى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} {لنذهبن} جواب قسم محذوف مع نيابته عن جزاء الشرط، واللام الداخلة على (إن) توطئة للقسم، والمعنى إن شئنا ذهبنا بالقرآن ومحوناه من الصدور والمصاحف فلم نترك له أثراً {ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً} أي ثم لا تجد لك بعد الذهاب به من يتوكل علينا باسترداده وإعادته محفوظاً مسطوراً.


{إِلاَّ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا} أي إلا إن يرحمك ربك فيرده عليك كأن رحمته تتوكل عليه بالرد، أو يكون على الاستثناء المنقطع أي ولكن رحمة من ربك تركته غير مذهوب به، وهذا امتنان من الله تعالى ببقاء القرآن محفوظاً بعد المنة العظيمة في تنزيله وتحفيظه ونزل جواباً لقول النضر: {لو نشاء لقلنا مثل هذا} [الأنفال: 21]
{قُل لَّئِنِ اجتمعت الإنس والجن على أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هذا القرءان لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} معيناً و{لا يأتون} جواب قسم محذوف، ولولا اللام الموطئة لجاز أن يكون جواباً للشرط كقوله:
يقول لا غائب مالي ولا حرم ***
لأن الشرط وقع ماضياً أي لو تظاهروا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في بلاغته وحسن نظمه وتأليفه لعجزوا عن الإتيان بمثله {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} رددنا وكررنا {لِلنَّاسِ فِي هذا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ} من كل معنى هو كالمثل في غرابته وحسنه {فأبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً} جحوداً. وإنما جاز {فأبى أكثر الناس إلا كفوراً} ولم يجز (ضربت إلا زيداً) لأن أبى متأول بالنفي كأنه قيل: فلم يرضوا إلا كفوراً. ولما تبين إعجاز القرآن وانضمت إليه المعجزات الأخر ولزمتهم بالحجة وغلبوا اقترحوا الآيات فعل المبهوت المحجوج المتحير.
{وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى تفْجُرَ لَنَا} وبالتخفيف: كوفي {مِنَ الأرْضِ} أي مكة {يَنبُوعاً} عيناً غزيرة من شأنها أن تنبع بالماء لا تقطع، يفعول من نبع الماء {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ} والتشديد هنا مجمع عليه {الأنْهَارَ خَلالَهَا} وسطها {تَفْجيراً}.


{أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً} بفتح السين: مدني وعاصم. أي قطعاً يقال: أعطني كسفة من هذا الثوب. وبسكون السين: غيرهما جمع كسفة كسدرة وسدر يعنون قوله {إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء} [سبأ: 9] {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً} كفيلاً بما تقول شاهداً بصحته، والمعنى أو تأتي بالله قبيلاً وبالملائكة قبلاً كقوله: (كنت منه ووالدي برياً) أو مقابلاً كالعشير بمعنى المعاشر ونحوه: {لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا} [الفرقان: 21] أو جماعة حالاً من الملائكة {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ} ذهب {أَوْ ترقى في السَّمَآءِ} تصعد إليها {وَلَنْ نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ} لأجل رقيك {حتى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} وبالتخفيف: أبو عمرو {كِتاباً} أي من السماء فيه تصديقك {تقرؤُه} صفة كتاب {قُلْ} {قال} مكي وشامي أي قال الرسول {سُبْحَانَ رَبِّي} تعجب من اقتراحاتهم عليه {هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً} أي أنا رسول كسائر الرسل بشر مثلهم، وكان الرسل لا يأتون قومهم إلا بما يظهره الله عليهم من الآيات فليس أمر الآيات إلى إنما هو إلى الله، فما بالكم تتخيرونها علي {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ} يعني أهل مكة، ومحل {أَن يُؤْمِنُوا} نصب بأنه مفعول ثان ل {منع} {إِذْ جَآءَهُمُ الهدى} النبي والقرآن {إِلاَّ أَن قَالُوا} فاعل {منع} والتقدير: وما منعهم الإيمان بالقرآن وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم إلا قولهم {أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً} أي إلا شبهة تمكنت في صدورهم وهي إنكارهم أن يرسل الله البشر، والهمزة في {أبعث الله} للإنكار وما أنكروه ففي قضية حكمته منكر.
ثم رد الله عليهم بقوله:

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11